البقرة الصفراء تأليف محمد عنيبسي حسين

البقرة الصفراء
تأليف محمد عنيبسي حسين

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

• 
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
• 
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ
• 
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
• 
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
• 
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ
• 
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
• 
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
• 
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

في زمن سيدنا موسي عليه السلام و في بني إسرائيل رجل يدعي عاميل وكان كثير المال ولا وريث له سوي ابن عم لهوكان عاميل رجلا طيب القلب * لكن ابن عمه هذا رجل شرير
ولما طال العمر بعاميل احتال ابن عمه عليه فقتله ليرثه وأخذ جثته إلي مكان بعيد حتي لا يتهمه الناس بقتله * واختلط الأمر بين الناس وكل منهم يتهم الآخر بقتله لكن كبراءهم احتكموا إلي سيدنا موسي عليه السلام  ليدعوا ربه ليبين لهم القاتل الحقيقي الذي قتل عاميل الرجل الطيب *
توجه موسي إلي رب العرش العظيم الذي لا تخفي عليه خافيه ورجاه أن يبين لهم القاتل الحقيقي فأمرهم الله تعالي أن يذبحوا بقرة *
فقال لهم موسي عليه السلام ذلك ما أمرهم الله به

فقالوا ياموسي  أتتخذنا هزوا ** جئناك لنسألك عن القاتل فتهزأ بنا وتأمرنا أن نذبح بقرة ( لم يدر بنوا إسرائيل الحكمة الإلهية في ذلك ) فرد عليهم سيدنا موسي عليه السلام قائلا (قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ,,,,فسألوه ماوصفها وما لونها وقالو ادع لنا ربك يبين لنا ماهي  ** ولأنهم قوم يجادلون وبعيدون عن الحق لأنهم لو عمدوا إلي أي بقرة وذبحوها لتبين لهم أمر الله ولكن شددوا علي أنفسهم فشدد الله عليهم
وكان في القرية رجل طيب له إبن بار بوالديه وذات يوم أتي رجل بلؤلؤة ليشتريها الإبن ولما تأخر الإبن في سداد ثمن اللؤلؤة جاء الرجل وطلب ثمن اللؤلؤة فقال الإبن إن أبي نائم ومفتاح الصندوق معه ولا أستطيع إيقاظ ابي فانتظر حتي يصحوا وأعطيك ثمنها ** لكن الرجل أصر واحتدم الأمر فاستيقظ الأب علي الصوت ولما علم بحقيقة الأمر وأن ابنه لم يوقظه ليستريح فرح بإبنه وأعلمه أنهم فقراء لا يستطيعوا شراء اللؤلؤة فأعادوها للرجل  وكان لديهم بقرة صفراء جميلة لا كبيرة ولا صغيرة  ولا يوجد لها شبيه بين البقر والحيوانات من فصيلتها *ومات الأب بعد ذلك وترك وصيته لزوجته أن البقرة لإبنه البار 
وعلم الإبن بوصية أبيه وترك البقرة ترعي ومن حكمة الله تعالي أنه لا يستطيع إنسان الإقتراب منها وكان الإبن بارا مطيعا لإمه
ظل القوم يجادلون سيدنا موسي عليه السلام حتي نزلت الآية بوصف تلك البقرة (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) فلما وقع عليها الأمر قال لهم سيدنا موسي إشتروها بوزنها ذهبا  فشروها وكان ذلك حكمة من الله العلي القدير أن يكافيء الغلام البار بوالديه ثم أمرهم سيدنا موسي عليه السلام بذبحها فذبحوها وقال لهم إضربوا القتيل عاميل ببعض منها ففعلوا فبقدرة الله العلي القدير المحي والمميت والذي بيده ملكوت كل شيء أعاد الروح إلي عاميل فجلس وأشار إلي إبن عمه وقال هذا من قتلني ثم نام مرة أخري النومة الأبدية
هذه هي قصة البقرة الصفراء لنعتبر منها أن بر الوالدين رضاء لله تعالي وألا نجادل في أمر الله لأنه هو القاهر فوق عباده والقادر علي كل شيء سبحانه وتعالي

 
تأليف محمد عنيبسي حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق